الاعتداء الجنسي
________________________________________
المشكلة أن الكل يعتقد أنه وحده من تعرض لهذه الخبرة، وأنه وحده من لديه أخ أو أب أو عم أو قريب أو خادم سيئ..
ومن هنا يتكون لدى الفرد تربة خصبة للاضطرابات النفسية من خبرة ماضية قاسية وإهمال والديه..
وبعد مضي فترة من الزمن تنفجر الأمراض.. وتتعرض الفتاة إلى قلق أشد خوفاً لفقدان العذرية.. بسبب تجربتها القديمة، ويزداد هذا الهاجس كلما بدأت في الاقتراب من سن الزواج.. وعندما تخطب هنا تكون الطامة الكبرى، وتنفجر القنبلة..
ودائماً ما يشعر الفرد هنا بالذنب والنظرة السلبية للذات، أو انخفاض قيمة الذات وشعور دائم بالسوء..
وقد يؤدي في بعض الحالات أن يكره الفرد المعتدى عليه جنس الشخص الذي اعتدى عليه، كأن تكره الفتاة الرجال عامة.. وأحياناً قد تفكر في ممارسة الجنس المثلي أي مع فتاة والعياذ بالله.. وهنا تعالج المشكلة بمشكلة أخرى أعمق..
وكذلك الفتى بالمثل.. قد يتعرض لتحرش من الخادمة مثلاً، فيكره النساء ويفكر بممارسة الجنس مع شاب.. وهذا ليس معمماً، فالبعض فقط من منّ تعرض للتحرش قد ينحرف..
علماً بأن التحرش الجنسي منتشر في كل المجتمعات الشرقية والغربية بنسب متفاوتة.. ولأنه في العالم الغربي يعلن وتتم مناقشة ومقاضاة المتحرش، فإننا نشعر بأنه منتشر لديهم أكثر..
ولكنه وللأسف منتشر بكثرة في مجتمعاتنا العربية، وقد يحدث من الأقارب أولاً ثم الخدم والعمالة ثانية..
ولابد أن نبدأ في معالجة هذه المشكلة وجذورها، وأن يعوِّد الأهل أبناءهم على الصراحة والصداقة بينهم، والدفاع عن حقوقهم وتثقيفهم جنسياً بشكل مناسب، واحتوائهم ومعالجتهم نفسياً إذا تعرضوا للتحرش أو أي أذى نفسي آخر أو جسدي لا قدر الله.